Kamis, 24 Februari 2011

من دار الندوة إلى دار الرياض

المكان: دار الندوة...
الزمان: عام الهجرة...

إبليس يتربع ومن حوله زعماء الكفر يتشاورون في أنجع الوسائل لوقف المد الإسلامي بعد ان فشلوا في احتواء محمد عليه الصلاة والسلام وصحبه.

ينفض مجلسهم بعد أن أجمعوا على أن لا سبيل إلا الخلاص منهم بقتلهم.

يحشد القوم رجالاتهم حول بيت النبوة وهم يمنون انفسهم الأماني بأن رعب الإسلام الذي يلاحقهم يوشك ان يزول! فما هي – بظنهم – إلا طعنات يوجهونها ثم ينتهي الأمر وتسود من بعدها دولة الكفر!

تفشل خطة القوم وتكون عاقبة أمرهم خسرا.. وحاق بهم مكرهم.. وكانت العاقبة للتقوى..

* * *

يدور الزمان.. ويجتمع القوم هم هم.. ولكن بأوجه خبيثة جديدة.. يجتمعون اليوم في دار الرياض.. وتكون خطتهم هي هي..

تشتد الهجمة على المجاهدين.. ويزداد المجاهدون صلابة ونقاء في الصف وثباتا على الحق.

ثم ماذا؟

ثم ستكون العاقبة للتقوى.

فأجداد القوم لما مكروا بالمسلمين من دار الندوة الأولى، انعطفت سهامهم إلى صدورهم هم!

فالنبي يخرج مهاجرا.. ويعود فاتحا.. وتُدك عروش الباطل وتمرغ أنوف الجبابرة بالوحل والطين.. ولا عجب.. فالعاقبة للتقوى.

والمسلمون الاوائل ممن عذبوا وأوذوا اوضطهدوا في مكة قبل الهجرة.. عادوا هم و إخوانهم وأبناؤهم يذيقون أهل الكفر ويلات وويلات في بدر وما تلاها.. ولا عجب فالعاقبة للتقوى.

والكذاب مسيلمة لما غدر برسول رسول الله صلى الله عليه وسلم " حبيب بن زيد " وقطّع أوصاله وهو صابر محتسب.. وظن أهل الكفر يومها أنهم نالوا من الإسلام وأهله بالسجن والقتل والتعذيب! جاءهم جند الصديق يقلبون حدائق مسيلمة الغناء إلى حدائق للموت جزاء نكالا بما كانوا يفعلون.. ولا عجب فالعاقبة للتقوى.

* * *

إن " بذرة الشر تهيج، ولكن بذرة الخير تثمر، إن الأولى ترتفع في الفضاء سريعاً، ولكن جذورها في التربة قريبة، حتى لتحجب عن شجرة الخير النور والهواء، ولكن شجرة الخير تظلُّ في نموها البطيء، لأن عمق جذورها في التربة يعوِّضها عن الدفء والهواء …

مع أننا حين نتجاوز المظهر المزور البراق لشجرة الشر، ونفحص عن قوتها الحقيقية وصلابتها، تبدو لنا واهنة هشة نافشة في غير صلابة حقيقية! … على حين تصبر شجرة الخير على البلاء، وتتماسك للعاصفة، وتظلُّ في نموها الهادئ البطيء، لا تحفل بما تَرْجُمُها به شجرة الشر من أقذاء وأشواك! " [1]…

واليوم.. أمريكا وأذنابها ممن اجتمعوا في دار ندوة الرياض ليوجهوا سهامهم نحو المجاهدين، إنما هم يمكرون بأنفسهم.. وإنما هم في انتفاشة الباطل وزهوه.. يمنون انفسهم الأماني.. ويحسبون أنهم على شيء.

ولكن خابوا وخسروا.. فسيزداد أهل الحق قوة وإيمانا وبصيرة.. وسيجني أهل الكفر الخزي والدماء والأشلاء.. فالمسلمون ما زال ينبض الإيمان في عروقهم.. وجند الصديق ما خلعوا لأمة الحرب.. والحرب سجال.. ولكن... العاقبة للتقوى.


1) من كتاب " أفراح الروح " لسيد قطب رحمه الله.

Tidak ada komentar:

Posting Komentar